متطلبات وخطة الدراسة - كلية التربية - حنتوب

لا شكَّ أنّ اللغّة هي رّكن ركين في عملية التفكير الإنساني، وهي كذلك وعاء المعرفة، والوسيلة الأولى للتواصل والتفاهم والتخاطب بين الشعوب والأمم، فضلاً عن أنها وسيلة الفرد للتعبير عن حاجياته وأغراضه. وإنّ هذا القدر من أهمية اللغة مشترك بين اللغات كافة في كل زمان ومكان، غير أن اللغة العربية امتازت عن غيرها بخصائص وسمات جعلتها في محل الصدارة بين اللغات؛ إذ إن البيان الكامل لا يحصل إلا بها كما جاء في قوله تعالى:(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ).

        إنّ المتتبع لحركة اللّغات وسيرها على الخارطة اللُّغوية يلحظ المساحة الواسعة التي شغلتها اللغة العربية بين لغات العالم، فقد ظل الطلب يزداد، والإقبال يتعاظم على تعلمها من قبل الناطقين بغيرها في العالم بصفة عامة وفي أفريقيا وآسيا على وجه الخصوص، لما تؤديه من دور فعاَّل في التواصل بين تلك الشعوب في العلاقات الاجتماعية والمجالات الإنسانية المختلفة، ولما تسهم به في تقوية روابط الصداقة والمنافع المشتركة بينهم، مما يؤكد صفة العالمية للغة العربية مصداقاً لقوله تعالى :(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ).